سادسا--براهين تتطلب قرارا:
سنتكلم في هذا الفصل عن أربعة براهين يدل كل منها على نبوة محمد –صلى الله عليه وآله وسلم –.
البرهان الأول: البرهان التقليدي:
ونعني به المعجزات وهي: أمر خارق للعادة يجريه الله على يد نبيه دليلا على
صدقه ، ومنها شفاء المرضى على يد نبي الله موسى ، انظر سفر العدد (46:16-49) ومنها إحياء الموتى على يد نبي الله عيسى حيث جاء في إنجيل لوقا (14:7-16) [ ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال: أيها الشاب لك أقول: قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم وافتقد الله شعبه ]. فقد كان هذا العمل دليلا عند الناس على نبوة عيسى – عليه السلام – .وقد جاء نبي الله محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – بالمعجزات الكثيرة ، ومن ذلك نبع الماء من أصابعه فقد جاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – "كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في سفر فقل الماء ، فقال : " اطلبوا فضلة من ماء " فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ، وقال: "حي على الطهر المبارك والبركة من الله " فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ، ومن معجزاته تكثير الطعام ورد البصر إلى الأعمى وغيرها، وإنما تكفي الآية الواحدة لمن أنصف !.
وثبوت هذه المعجزات تاريخيا أقوى من ثبوت المعجزات لأي نبي آخر ، فإن أردت إنكارها فلماذا لا تنكر معجزات موسى والمسيح - عليهما السلام- ؟!
وقد يقول أحدهم :إن محمدا كان يصنع المعجزات بقوة الشيطان وهذا ليس شيئاً جديداً يتهم به الأنبياء ، فقد قال الفريسيون هذا عن المسيح -عليه السلام- كما جاء في إنجيل متى (24:12) [ أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين ]إلا أن المسيح أجابهم وقال [ كل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته ].
ونحن نقول: إن كان الشيطان أمر محمدا – صلى الله عليه وآله وسلم – في القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان فقد انقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته ؟! وإن كان الشيطان أمر محمدا – صلى الله عليه وآله وسلم – بأن يمجد الله حتى ينبع الماء من أصابعه عندما قال :" البركة من الله "، فقد انقسم على ذاته ؛ لأنه مجد الله فكيف تثبت مملكته ؟!.
ثم تابع المسيح جوابه لهؤلاء قائلا:[ وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون ] متى (25:12-27) وكأنه يقول لهم : لماذا تقولون هذا عني ولا تقولونه عن الآخرين ؟ ونحن نقول : إن كان محمد –صلى الله عليه وآله وسلم –يصنع المعجزات بقوة الشيطان فالأنبياء الذين تؤمنون بهم بماذا صنعوها ؟
وقد أجاب الشاب الأعمى الذي شفاه المسيح الفريسيين عن هذا فقال: [ نعلم أن الله لا يسمع للخطاة ولكن إن كان أحد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع منذ دهور لم نسمع أحدا فتح عيني أعمى لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا ] يوحنا (31:9-33).
البرهان الثاني: هل طلب مجده ؟
لقد كان محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – طوال بعثته يدعو الناس إلى عبادة الله دون أن يلتفت إلى ما يعانيه من تعب بسبب ذلك ؛ فإن همه إرضاء الله لا شيء آخر ، وهذا أكبر دليل على أنه صادق لأنه إن لم يكن يطلب مجد نفسه فلا حاجة له إلى الكذب ولهذا قال المسيح لليهود في إنجيل يوحنا (17:7-18) [ إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم هل هو من الله أم أتكلم أنا في نفسي من يتكلم في نفسه يطلب مجد نفسه وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق ولا ظلم فيه ].
لقد جاء كفار قريش إلى محمد -صلى الله عليه وآله وسلم - ، وعرضوا عليه أن يعطوه من مالهم حتى يصبح أكثرهم مالا ، ويزوجوه بأجمل نسائهم ، ويجعلوه ملكا عليهم ، بشرط أن يترك الدعوة إلى الله ، لكنه رفض كل هذا ، وتمسك بالدعوة إلى توحيد الله ، وقد قالت عائشة –رضي الله عنها – تصف حال نبي الله محمد –صلى الله عليه وآله وسلم – :" وما انتقم رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم " فهل يمكن أن يكون كاذبا في ادعائه النبوة من هذا حاله ؟ إن المسيح يقول: لا
البرهان الثالث: ثمرة تعاليم محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - :
لقد قال المسيح في إنجيل متى (15:7-17) [ احترزوا من الأنبياء الكذبة يأتونكم بثياب الحملان الوديعة ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم هل تجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية ] فمن أراد أن يعرف النبي الصادق من الكاذب فلينظر إلى تعاليمه . فما هي ثمار محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ؟.
لقد أجاب عن هذا السؤال جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – عندما سأله النجاشي ملك الحبشة "ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟ فقال جعفر : أيها الملك ، إنا كنا قوما أهل جاهلية ؛ نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ، ونعبده ، ونخلغ ، ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمر بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم ، والدماء ، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة ، – فعدد عليه أمور الإسلام – فصدقناه وآمنا به واتبعناه " فهذه هي ثمار محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ولو كان كاذبا لما خرجت منه مثل هذه الثمار إذ كيف يأمر الناس بصدق الحديث ثم يكذب هو على الله ؟! ولهذا قال المسيح [ لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارا جيدة كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار فإذن من ثمارهم تعرفونهم ] متى (18:7-20) لقد كان من ثمار المسيح أن قال: [ فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم لأن هذا هو الناموس والأنبياء ] متى (12:7).
أي إن هذه الثمرة يأمر بها الناموس والأنبياء ، ولهذا فلا عجب أن يقول محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – :" من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه المنية وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه "؛ لأنه كان نبيا.
لقد كان السؤال عن الثمرة أحد الأسئلة التي وجهها هرقل – عظيم الروم – إلى أبي سفيان وكان مشركا ليتأكد من صدق نبوة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – فقال: ماذا يأمركم ؟ فقال أبو سفيان: " يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة".
وكان هذا الجواب من الأسباب التي أدت إلى إيمان هرقل بنبوة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – إلا أنه خاف من ضياع ملكه وقيام الناس عليه إن ترك دينه ، فلم يتبع ما جاء به محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وهذا بعينه ما حصل مع المسيح ، فقد آمن به الكثير من الرؤساء لكنهم خافوا من الفريسيين أن ينـزعوا منهم مجدهم ،كما جاء في إنجيل يوحنا (32:12-43) [ ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضا غير أنهم لسبب الفريسيين لم يعترضوا به لئلا يصيروا خارج المجمع لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله ]
البرهان الرابع: إنه نبي صادق
إن الذين لا يؤمنون بنبوة محمد –صلى الله عليه وآله وسلم – يواجههم سؤال مهم وهو: إن لم يكن محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – نبيا فماذا يكون ؟ لقد أوضح الله تعالى في القرآن الكريم أن محمدا – صلى الله عليه وآله وسلم - رسول من الله إلى الناس جميعا ، حيث قال: [ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ] سورة الأعراف (158) وقال :[تبارك الذين نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ] سورة الفرقان (1) وقال محمد – صلى الله عليه وآله وسلم - :"وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة "، فالذين لا يؤمنون بأنه نبي ليس أمامهم إلا أن يقولوا: إنه كذاب تعمد الكذب ، بل كان منافقا دجالا مخادعا ، ونحن نقول لهؤلاء :
لقد أهين محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وعذب من قبل قومه عندما دعاهم إلى الإسلام ، لكنه بقي مصرا على كذبه – في نظركم – ، ثم إنه رأى أتباعه يعذبون ويموتون تحت التعذيب ، لكنه بقي مصرا على كذبه – في نظركم – ، ورمي بالحجارة حتى سال الدم من قدميه ، لكنه بقي مصرا على كذبه – في نظركم – ، وجاء كفار قريش إليه وهو يعاني ما يعانيه من الاضطهاد فعرضوا عليه المال والملك والنساء ، لكنه رفض هذا وبقي مصرا على كذبه – ، في نظركم – وحاصره المشركون هو وقومه فمنعوا عنهم الماء والطعام ، فأصابتهم مجاعة مات بسببها بعض أصحابه ، لكنه بقي مصرا على كذبه – في نظركم – ، وماتت زوجته أمامه وهو محاصر لكنه بقى مصرا على كذبه – في نظركم – ، وعندما اشتد الظلم والاضطهاد والتعذيب لم يرجع عن كذبه ، بل وعد الذين آمنوا به بالنصر وأخبرهم عن انتشار الإسلام (1) وهو يعلم أنه كاذب ، ولم تكن مدة هذه المحن يوماً أو يومين أو أسبوعاً أو أسبوعين أو شهرا أو شهرين أو سنة أو سنتين بل استمرت ثلاثة عشر سنة ، وهو مصر على كذبه طوال هذه المدة كما تقولون دون أن يضعف أو يتراجع ، فأي كذب هذا الذي تتحدثون عنه ؟!
إن المحنة الواحدة من هذه المحن تكفي لكي يرجع المرء عن كذبه ، فكيف إذا اجتمعت، بل قد يرجع كثير من الناس عن قول الحق خوفا من الاضطهاد ، فحري بالكاذب أن يرجع عن كذبه ، وبالأخص إن لم يكن له مصلحة في الكذب ، فمن لا يرجع عن كلامه – وحاله كهذه الحال إما أن يكون صادقا أو أن يكون مجنونا، أما أن يكون كاذبا فلا ، ولا أظن أحدا من العقلاء يمكن أن يتهم مؤسس أكبر حضارة في التاريخ بالجنون -وهو يعني ما يقوله- ، فلم يبق إلا أن نقول إن محمدا – صلى الله عليه وآله وسلم – نبي صادق.
قد يحاول بعض الناس أن يقول إن محمدا مصلح اجتماعي ، لكن محمدا – صلى الله عليه وآله وسلم – لم يقل هذا ، لقد قال: إنه رسول الله للناس كافة فإما أن نقول إنه صادق أولا أما إن قلت إنه مصلح اجتماعي من غير أن يكون نبيا ، فهذا يعني أنك تتهمه بالكذب ، فلا داعي لأن تقول إنه مصلح اجتماعي.
والآن، وبعد هذه البراهين فإن بإمكانك أن تقبل نبوة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وبإمكانك أن ترفضها ، وقد يحول دون قبولها تلك الصورة البشعة التي أعطاها الإعلام الغربي أو غيره عن محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ، فقد أثيرت حوله العديد من الافتراءات والشبهات للانتقاص من شأنه وإظهاره بصورة مشوهة ، ولن يتسع المجال هنا لرد هذه الافتراءات ، ولا لذكرها فليس هذا هو موضوع الكتاب لكننا نذكر ردا مجملا على ذلك فنقول:
لو سلمنا بصحة كل تلك الافتراءات ، فإنها لن تكون مانعا دون قبول نبوته ، فإن حاله لن تصل ولا بأي صورة من الصور إلى حال الأنبياء كما يصورها الكتاب المقدس فسليمان – عليه السلام – على سبيل المثال يتزوج سبعمائة من النساء ويملك ثلاثمائة من السراري ، ويُلنَّ قلبه نحو آلهة أخرى فيعبدها ، ويبني لها المعابد ، انظر سفر الملوك الأول (1:11-12) ، وداود – عليه السلام – يزني بزوجة جاره ، ويقتل زوجها بحيلة بشعة ، انظر سفر صموئيل الثاني (11) ، وموسى يأمر بقتل النساء والأطفال بعد سبيهم من المعركة ، كما جاء سفر العدد (17:31) ولوط يشرب الخمر حتى يسكر ويزني بابنتيه ، كما جاء في سفر التكوين (32:19-36) ومع كل هذه الفضائح فإنها لم تكن مانعا للمسيحيين من قبول نبوتهم جميعا.
ونحن – المسلمين – نرفض وبشدة كل تلك الافتراءات التي قيلت عن نبينا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ونبرئه منها كما نبرئ غيره من الأنبياء عن كل الفظائع التي نسبت إليهم ، ونعتقد أنها من التحريف الذي حاول أعداء الأنبياء إدخاله على ديانة الله ليشوهوا صورة أنبيائه ، وبالتالي يطعنوا في صدق نبوتهم ، فإن الله لا يختار حثالة البشر ليمثلوه أمام الناس ، تعالى الله عن ذلك.
قد لا تكون الأدلة التي ذكرناها خفية أو صعبة ولكن الله يعمي عنها قلوب الذين لا يريدون إلا التمسك بما عرفوه وتربوا عليه ،كما جاء في إنجيل يوحنا (39:12-40): [ لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا لأن إشعياء قال أيضا : قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا بعيونهم ويشعروا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهم ] وقال تعالى في سورة الكهف (57) :[ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنه أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً ].
وقبل أن أنهي حديثي ، فإني أقدم اعتذاري إن كنت قد أخطأت في حق أحد فيما كتبت ، فليس من مقصودي الإساءة ، وإنما رجائي وأملي أن يعبد الله على الوجه الذي يريد ، وبقى لك أن تسأل نفسك ما الذي تعنيه كل هذه الأدلة والبراهين لي؟ وهل ستغير حياتي؟ أرجو ذلك.
[ فلنستمع ختام الأمر كله ، اتق الله واحفظ وصاياه ، لأن هذا هو كل واجب الإنسان ، لأن الله سيدين كل عمل مهما كان خفياً ، سواء كان خيراً أم شراً ] نهاية سفر الجامعة .
[ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ] سورة البقرة (281) (1).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وكتبه العبد الفقير إلى الله
أبو عبد الله فادي مأمون كباتيلو
غفر الله له ولوالديه
(1) انظر في هذا كتاب " الملاك المسيح" لبنصون ، نقل عنه الأستاذ محمد طاهر التنير في كتابه " العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ".
(2) نقلا عن كتاب " محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن " للقس المهتدي للإسلام إبراهيم خليل أحمد .
(1) نقل عن السير آرثر هذا الكلام الأستاذ إبراهيم خليل أحمد في كتابه المذكور آنفا.
(1) تفسير سفر (صموائيل الثاني) أ. م. رينيك ضمن كتاب " تفسير الكتاب المقدس ".
(2) تفسير " السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم "، لوليم مارش .
(3) تفسير سفر (حزقيال) ج.ر. بيسلي ضمن كتاب " تفسير الكتاب المقدس ".
(2) المرجع السابق .
(2) تفسير سفر (يونان) د.و.ب. روبنسن ضمن كتاب " تفسير المتاب المقدس ".
(1) المرجع السابق .
(3) تفسير سفر (إشعياء) و. فتش ضمن " تفسير الكتاب المقدس "
(1) نقلا عن كتاب " الميزان في مقارنة الأديان " للمستشار محمد عزت الطهطاوي .
(1) يبدو أن هناك خلافا ظاهرا بين الأناجيل حول إخبار المقبوض عليه عن هويته عندما سأله رؤساء الكهنة عما إن كان هو المسيح ، فبينما رد عليهم المتهم بقوله [ أنت قلت ] كما في إنجيل متى (64:26) وهو ما يعني أن هذا هو قولك أنت لا قولي ، وهذا ما يشبه في المعنى ما جاء في إنجيل لوقا ، نجد أن المتهم يجيب بقوله في إنجيل مرقس (62:14) [ أنا هو ] وهو ما يمكن أن يفهم منه أن المتهم صرح بأنه المسيح.
والظاهر أن سبب هذا الخلاف يرجع إلى عدم وجود علامات الترقيم في النسخ المخطوطة من الإنجيل ، وهو ما أدى إلى هذا التعارض فنحن إن حملنا قول المقبوض عليه " أنا هو " على أنه سؤال استنكاري ، زال هذا التعارض واتفقت الأناجيل ، وهذا لا يمكن معرفته إلا إذا وضعت علامة السؤال الاستنكاري بعد العبارة هكذا " أنا هو ؟ " وهو ما نرجحه حتى لا نقع في تناقض مع محتوى الأناجيل الأخرى بخلاف ما إذا كانت علامة الترقيم هي النقطة هكذا " أنا هو ." بحيث تصبح الجملة تقريرية وهذا ما لا دليل عليه أعني أن تكون علامة الترقيم هي النقطة .
(1) لاحظ أن المسيح تنبأ بأن المسحاء الكذبة سيقولون هذه العبارة لتلاميذه المؤمنين به ، أما اليهود والرومان فإن المسيح لم يتنبأ بأن المسحاء الكذبة سيقولون لهم :" إني أنا هو " ، لهذا نجد المسيح قد قال هذه العبارة لليهود والرومان كما جاء في إنجيل يوحنا (8:18).
(1) نقلا عن كتاب "محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن " لإبراهيم خليل .
(2) نقلا عن كتاب " الغفران بين المسيحية والإسلام " لإبراهيم خليل .
(1) أنظر النقطة الثامنة ، والعاشرة من الفصل السابق .
(1) نقلا عن كتاب "محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن " لإبراهيم خليل .
(1) نقلا عن كتاب " النصرانية من التوحيد إلى التثليث "، للدكتور محمد أحمد الحاج .
(1) المقصود من أن المسيح كلمة الله هو أنه كان بالكلمة أي إن الله قال له: كن فكان عيسى في رحم مريم كما خلق آدم ، قال تعالى: [ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له: كن فيكون] ومعنى أنه روح منه أي روح من عند الله ، وقد ذكر الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – ذلك للرد على اليهود الذين اتهموا مريم بالزنا فرد الله عليهم بأنه قادر على أن يخلق المسيح من غير اتصال جنسي كما خلق آدم بقوله: كن ، ونفخ في مريم بروح من عنده ، فوهب الحياة للمسيح كما نفخ في آدم ، فليس هناك ما يبرر اتهامها بالزنا ، وبالأخص بعد الذي عرف عنها من طهارة وعفة وانقطاع للعبادة وحسن خلق وزهد ، ثم لا يكتفي اليهود بهذه التهمة بل يضيفون إليها تهمة أخرى وهي أنها كذبت على الله عندما قالت بأن الله هو الذي خلق المسيح فيها من غير أن تتصل برجل ، فهل يمكن لمن كانت حالها كحالها – رضي الله عنها – أن تكذب على الله ثم تصر على كذبها هذا، حاشاها ولكن الذين لا يريدون الهداية لا يبصرون هذا البرهان .
(1) نقلا عن كتاب "محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن " لإبراهيم خليل أحمد .
(1) نقلا عن كتاب "محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن " لإبراهيم خليل أحمد .
(1) لقد قال المسيح هذا الكلام في معرض حديثه عن روح الحق الذي سيأتي ليوبخ الناس على البر وعلى الدينونة ، وسيخبر الناس عن الأمور التي لم يخبرهم بها المسيح وبينما يقول المسيحيون إن روح الحق هذا هو الروح القدس يعتقد المسلمون أن محمد صلى الله عليه وسلم هو روح الحق الذي حدث عنه المسيح لأن الروح القدس لم يوبخ الناس على شيء ، ولم يحدثهم بالأمور الكثيرة التي أخبر المسيح أنه سيحدثهم عنها ، وإنما حدثهم عن أشياء قليلة جداً ، وعلى أي حال فليس هدفنا هنا بيان أدلة الفريقين ، وعلنا نرجئ هذا إلى كتاب آخر ، والمقصود هنا بيان أن المسيح عليه السلام ترك الحديث عن الكثير من الأشياء ، وبالتالي لم تكتمل رسالة الله إلى البشر على يده.
(1) تكرر إخباره – صلى الله عليه وآله وسلم –عن انتشار الإسلام في أكثر من موضع ، منها قوله – صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يحفر الخندق عندما هاجم الأحزاب المدينة :" الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام "، ثم قال: " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس "، ثم قال: " الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن"، وقد دخل الإسلام هذه البلاد كلها كما أخبر عليه الصلاة والسلام – . وفي هذا دليل على صدق نبوته كما جاء في سفر التثنية (21:18-22) [ فإن قلت في قلبك كيف تعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف ] والكلام الذي تكلم به محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – كان مبدوءاً باسم الله ، وقد حدث إذن فلا بد أن يكون هذا الكلام مما تكلم به الرب.
(1) جمهور علماء المسلمين على أن هذه الآية هي آخر آية أنزلها الله في القرآن .
0 التعليقات:
إرسال تعليق