أولا : المولد والنشأة
هي مريم ابنة عمران الطاهرة النقية التي أحصنت فرجها ، وطهرها الله عز وجل وجعلها آية للعالمين ، وهي خير امرأة من نساء اليهود ، فحينما حملت أمها نذرت ما في بطنها خالصا لله لخدمة المعبد اليهودي ، وقد كان النذر لخدمة الدين من فعل صالحي اليهود.
فلما كان المولود أنثى-مريم عليها السلام- ، اعتذرت امرأة عمران لربها ، ودعته أن يجعلها فتاة طاهرة نقية لا نصيب للشيطان فيها هي وذريتها ، وقد قص الله عز وجل قصتها في القرآن الكريم قائلا : (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [1].
ووردت قصة مريم عليها السلام كاملة في كتاب الله عز وجل ، وذلك ابتداءا من الاصطفاء والتطهير ، ثم الحمل الطاهر بنبي الله عيسى عليه السلام ، وافتراء اليهود عليها ورميها بالزنا ، وتبرءة الله عز وجل لها ، وذلك من خلال سورة كاملة حملت اسمها ، هي سورة مريم.
وقد نسبت مريم في القرآن الكريم نسبين :
الأول : مريم ابنة عمران ، وذلك لأنها تنتسب إليه ، وعمران هذا من علماء بنى إسرائيل.
الثاني : أخت هارون ، وذلك لأن كل أفرد السبط أخوة ، فمريم عليها السلام أخت هارون في السبط ، والخصوصية بهارون لأنه نبي ذو مكانة رفيعة ، والإنسان حينما ينتسب ينتسب للأعلام وليس للأقزام.
[1] - مريم (35-36)
0 التعليقات:
إرسال تعليق